سيطرت على عقله شخصية إبراهيم الأبيض، التى جسدها أحمد السقا مؤخرا في فيلم سينمائي، وبعد أن شاهده خرج أحد الطلبة من دار العرض متجها لشراء سلاح أبيض، وحينما عاد إلى المنزل أخبر والده بأنه وجد طريقه الجديد، وسيصبح إبراهيم الأبيض في منطقة دار السلام، حيث أعجبته شخصية أحمد السقا في الفيلم ويرغب في تقليده، ولما رفض والده ذلك وعنفه، ترك المنزل وفر هاربا.
فاستغاث الوالد بالأصدقاء والمعارف لإعادة ابنه، فلما التقى به أحد الأصدقاء وحاول إعادته للمنزل، طعنه بالخنجر الذى اشتراه لتقليد إبراهيم الأبيض، وقتله في الحال، لتكون أولى جرائمه في عالم إبراهيم الأبيض هي قتل صديقه.
قررت نيابة البساتين حبس الطالب المتهم بقتل صديقه النقاش، وجرت التحقيقات بإشراف المستشار ممدوح وحيد المحامى العام بالإنابة وتقرر انتداب الطب الشرعى لتشريح الجثة وبيان سبب الوفاة، وحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات.
واكد مدير المباحث الجنائية، بإشراف اللواء فاروق لاشين، مدير الإدارة العامة لمباحث العاصمة أن وراء ارتكاب الواقعة محمود. م "23 سنة" طالب في معهد حاسب آلى، ألقى القبض عليه بعد مطاردة مثيرة واعترف بارتكاب الواقعة وأرشد عن السلاح المستخدم، تحرر المحضر اللازم لذلك وأحيل إلى النيابة التى أمرت بحبسه على ذمة التحقيقات.
وقد جرت التحقيقات باشراف محمود إسماعيل رئيس نيابة مصر القديمة بالإنابة وكانت البداية، بإخطار تلقاه اللواء إسماعيل الشاعر مساعد أول وزير الداخلية لقطاع أمن القاهرة من مستشفي قصر العينى، بوصول مصطفي فارس رمضان "23 سنة" نقاش جثة هامدة، وبالكشف عليه تبين إصابته بطعنة نافذة في البطن ودلت التحريات التى أجراها اللواء أمين عز الدين.
وأمام محمود الصاوى وأحمد فاروق وكيلى النيابة قال المتهم: إن مشادة كلامية وقعت بينه وصديقه النقاش، تطورت إلى مشاجرة، بدأها الأخير بالتعدى عليه، فاستل سكينا وسدد له طعنة في بطنه وهرب، علم بعدها أنه لفظ أنفاسه في المستشفى.
أضاف المتهم انه لم يكن ينوى قتل صديقه ولم يتعمد ذلك، مشيرا إلى عدم وجود خلافات سابقة بينهما، رغم أن العلاقة بينهما سطحية بسبب الجيرة، وقال شهود عيان إن المتهم كان يمسك بسلاح أبيض ويقف في الشارع مهددا المارة، بعد أن حلق رأسه على طريقة "إبراهيم الأبيض" وصل الخبر إلى والده فحاول منعه فلم يستطع إقناعه واستدعى الضحية ليأخذ منه السكين ويوقفه عن تهديد المارة.
أضاف الشهود أن حوارا دار بين الطرفين، طلب فيه المتهم من ضحيته الابتعاد عنه وإلا فقد حياته فلم يمتثل له وفوجئ الجميع بالنقاش يسقط على الأرض غارقا في الدماء، بينما لاذ الطالب بالفرار، شاهرا السكين المستخدمة في الجريمة وعثر عليها داخل منزله.