أضراره تفوق فوائده
كعك العيد.. الإفراط في تناوله يسبب الاكتئاببمخبوزات العيد دهون عالية تقدر بنحو 30%
كتبت سماء المنياوي
الكعك والغريبة والبتي فور والبسكويت، مخبوزات تميز الاحتفال بعيد الفطر عند المصريين وغيرهم من الشعوب العربية والإسلامية، لكن أخصائيي التغذية يحذرون من الإفراط في تناولها لما لها من أضرار تفوق فوائدها.
باحثون ومتخصصون قالوا – لموقع أخبار مصر www.egynews.net – إن كعك العيد يحتوي على كميات كبيرة من الدهون والسكريات تهدد صحة الإنسان إذا لم يتوازن في تناولها حتى يستعيد الجهاز الهضمي نشاطه بعد شهر من الصيام.
الألياف تمتص الدهونالدكتورة سحر العقبي الأستاذ بقسم علوم الأطعمة والتغذية بالمركز القومي للبحوث قالت إن مقدار الطاقة اللازم يوميا للأصحاء من الإناث من سن 11 عاما وحتى 50 عاما يعادل 2200 سعر حراري، وللإناث فوق 50 عاما يقدر بـ1900 سعر حراري.
أما بالنسبة للذكور الأصحاء من 11 إلى 14 عاما فتكون 2500 سعر حراري، ومن 15 إلى 18 عاما 3000 سعر حراري، ومن 19 إلى 50 عاما 2900 سعر حراري، وللذكور فوق 50 عاما 2300 سعر حراري.
ويجب الأخذ في الاعتبار ألا تزيد السعرات الحرارية المستمدة من الدهون يوميا من 25-30% من السعرات الكلية اليومية، كما يجب ألا تتجاوز السعرات الحرارية من الدهون المشبعة (السمن) عن 10%.
وأضافت أن المكونات الأساسية للكعك - وهي الدقيق والسمن إضافة إلى بعض السمسم والخميرة - تمثل نسبة الدهون فيها حوالي 30% وهي نسبة عالية، فضلا عن السكر.
ويعد الكعك وجبة دسمة غنية بالسعرات الحرارية المستمدة من الدهون المتمثل في السمن والكربوهيدرات المتمثل في الدقيق والسكر، فالجرام الواحد من الدهون يعطي 9 سعرات حرارية. والجرام الواحد من الكربوهيدرات يعطي 4 سعرات حرارية أي أن الكيلو الواحد من الكعك يحتوي على ما يقرب من 5600 سعر حراري، بالإضافة إلى السعرات الحرارية المستمدة من أنواع الحشوات المختلفة التي توضع بالكعك مثل الملبن والعجمية والمكسرات، حيث تعتبر المكسرات من الأغذية الغنية بالطاقة لاحتوائها على نسبة عالية من الدهون.
أما بالنسبة للبسكويت - المصنوع من دقيق وسمن وبيض وسكر - فيعتبر أقل في السعرات الحرارية وأكثر اعتدالا لاحتوائه على البروتين والكربوهيدرات والدهون بكميات أقل، بالتالي لا يصيب الجهاز الهضمي بارتباك إذا تناوله الإنسان بدون إسراف أيضا.
وتنصح د. سحر بتناول الأغذية الغنية بالألياف لأنها تقلل من امتصاص الدهون قبل أو بعد تناول الكعك مباشرة، مثل الخضروات والفاكهة كالبرتقال والجزر والتين والتمر، وكذلك البقوليات، ومن المشروبات الحلبة.
المكسرات تقوي القلب
من جانبها، قالت الدكتورة عفاف عزت أستاذ الكيمياء الحيوية بالمركز القومي للبحوث إن مخبوزات العيد تحتوي على الكثير من العناصر الغذائية المفيدة، أهمها الكربوهيدرات والبيض والدهون وبعض الإضافات الغذائية التي تميز الطعم والرائحة لهذه المخبوزات، بالإضافة إلى الأنواع المختلفة من المكسرات التي هي مصدر من مصادر فيتامين E المعروف بقوته المضادة للأكسدة وأهميته في مقاومة أمراض القلب وتصلب الشرايين، محذرة في الوقت نفسه، من أن كثرة تناول المكسرات يؤدي إلى زيادة الوزن لاحتوائها على نسبة عالية من الدهون.
وأضافت أنه مع انتهاء شهر الصيام يحتاج الإنسان إلى فترة تعديل لكي تعود الأنظمة الحيوية والفسيولوجية للجسم إلى ما كانت عليه قبل الصيام، وخاصة أن كثيرا من الناس يحدث لديهم بعض الاضطرابات في القناة الهضمية نتيجة عدم وجود توازن في تناول العناصر الغذائية الأساسية من الكربوهيدرات والدهون والبروتين.
لذا تنصح د. عفاف بتوخي الحذر ليتخطى الإنسان الفترة الانتقالية بعد فترة الصيام، وذلك بأن يحرص كل فرد على تقنين وجبته الغذائية لتكون متوازنة، ويقلل من السكريات والدهون والحلويات، ويكثر من العناصر الغذائية الهامة مثل الفيتامينات والمعادن والألياف الغذائية.
المياه تغسل الكلىد. عفاف عزت أكدت أيضا على أهمية الإكثار من شرب المياه خاصة عند الاستيقاظ من النوم حيث يعد ذلك بمثابة غسيل للقناة الهضمية والكليتين، كما يجب البدء في تنظيم الوجبات الغذائية تدريجيا وخصوصا وجبة الإفطار، والابتعاد عن تناول الكميات الكبيرة من الكعك والمعدة فارغة حيث يسبب ذلك رفع درجة الحموضة نتيجة لزيادة تنبيه المعدة لإفراز حمضها، بالإضافة إلى حدوث اضطرابات في القناة الهضمية قد تؤدي إلى الإسهال وزيادة التقلصات الناتجة عن زيادة نشاط الميكروفلورا في الأمعاء نتيجة لتكسير السكر بها وعدم هضمه خاصة مع بداية التعديل البيولوجي مرة أخرى بعد الصيام.
هذا بالإضافة إلى المخاطر الكامنة من كثرة تناول الكعك بما يحتوي من دهون وسكريات ونشويات، تظهر في زيادة وزن الجسم وإرهاق خلايا الكبد (الخلايا بيتا) نتيجة لزيادة إفرازتها من هرمون الأنسولين لكي يقوم بربط الكميات العائلة من سكر الجلوكوز الناتج عن عملية التمثيل الغذائي للنشويات والسكريات وتحويله إلى جليكوجيني.
فضلا عن إرهاق المرارة من كثرة إفراز واستنزاف الأحماض المرارية التي تساعد على استحلاب هذه الكمية المتزايدة من الدهون.
وأشارت د. عفاف إلى ما أثبتته الأبحاث من ارتباط تأثير زيادة الدهون والسكريات بحدوث الاكتئاب ونقص المناعة وزيادة سكر الدم وأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم. كما أثبتت الأبحاث أيضا الارتباط بين استهلاك الدهون وخاصة المشبعة (السمن) وبين سرطان الثدي لدى السيدات.