ليتهم كانوا حميرأ

جاءنى حمارى أخيرا ثائرا يزير وينهق ويرعد قائلا :أسمع ...أنى مصمم هذه المره

تصميما اكيدا ومصرا إصرارا تاما فإياك ان تثبط من عزيمتى أو تحاول منعى أو

تتدخل فى شئونى أو تعرقل مشروعاتى أو تفسد تفكيرى أو تبرد حماسى أو

تكتم شعورى أو تطفئ لهيبى أو..الخ

الكاتب :سبحان الله ...سبحان الله ما هو الموضوع اولا ؟

الحمار: الموضوع يا سيدى أنى قررت نهائيا الاشتغال بالسياسه

الكاتب :على الرحب والسعه ومن قال أنى معارض ؟

الحمار: انت موافق إذا على دخولى فى معترك السياسه ؟

الكاتب : موافق جدا

الحمار: هذا هو عين العقل الواقع أنها كانت سبه أن يجلس أمثالنا هكذا ينتظرون

إلى احداث بلادهم ولا يحركون رأسا ولا ذيلا ....نحن الذين نشأنا فى هذا البلد

..ونعما بخيره وخميره ورعينا برسيمه ونجيله ..وشربنا من نيله ..كان حتما علينا

أن يكون لنا فى مصيره ونحن من اصحاب الفكر الراجح ومن قاده الرأى الناضج

الكاتب :أحب اولا اتشرف بمعرفه مبادئك

الحمار: مبادئ معروفه ..العمل لمصلحه الغير وإنكار المصلحه الشخصيه ذلك هو

المأثور عن جنسنا وفصيلتنا منذ ظهرنا ع الارض ...لقد عملنا وكدحنا وجهدنا لما

فيه خير للاخرين ولم نسأل لأنفسنا أكثر مما نستحق بعرق الجبين ...فلم يعرف

عنا أننا سرقنا كما تسرق القطط ...ولا نعمنا بالترف والدلال كما تنعم الخيول ..ولا

طمعنا فى ان نعزز ونكرم ونلقم السكر فى افواهنا ولا نعمل شيئا بل حياتنا هى

العمل للغير ...العمل للنفع العام ولا شيئ غير ذلك حتى لقد جرى الناس على

ان ينعتوا من يكد ويجد بأنه حمار شغل فمبادؤنا هى كما ترى أن ننتج وننتج ولا

ينبغى من وراء أنتاجنا منفعه لذاتنا

توفيق الحكيم

كتاب حمارى قال لى