هل يحكم الأهلي العالم؟
هكذا تساءل الموقع الرسمي للفيفا في تقرير نشره منذ فترة مؤكداً أن النادي الذي فرض نفسه كزعيم للكرة في القارة السمراء بعد أن أضاف لقبه الثالث في ظرف أربع سنوات و لقبه السادس في تاريخه لم يعد أمامه إلا الفوز بكأس العالم للأندية التي تستضيفها اليابان في الفترة من 11 إلي 21 ديسمبر المقبل لتمتد سطوته إلي الكرة العالمية.
والمتابع لتاريخ الأهلي يعرف تماماً أنه نادي عربي أفريقي ذو نكهة عالمية لم لا وهو الذي وقف نداً للعديد من الأندية العالمية الكبرى وقدم أمامها أداء أكثر من رائع في العديد من المواجهات التي خاضها علي المستويين الودي والرسمي.
الأهلي الذي يخوض هذه البطولة للمرة الثالثة في تاريخه ويحمل بهذا العدد الرقم القياسي لأكثر أندية العالم مشاركة في البطولة التي بدأ الفيفا نسختها التجريبية الأولي عام 2000 بضيافة نادي كورينثيانز البرازيلي بفارق مشاركة وحيدة عن باتشوكا المكسيكي بطل الكونكاكاف المشارك في هذه النسخة و الذي شارك في نسخة 2007 أيضاً و مانشستر يونايتد الذي كان ممثلاُ للقارة العجوز مع الريال في نسخة 2000 وعاد مع مدربه السير أليكس فيرجسون ليشارك فيها مجدداً بعد ثماني سنوات من الغياب بفضل تتويجه بدوري أبطال أوربا علي حساب مواطنه تشلسي بفارق الركلات الترجيحية بعد التعادل بهدف لمثله في المباراة التي استضافها ملعب لوزنيكي في العاصمة الروسية موسكو.
زعيم القارة السمراء خيب أمال جماهيره العريضة في أول مشاركاته في البطولة عام 2005 وجاء في المركز الأخير بعد خسارتين من إتحاد جده السعودي في المباراة الأولي بهدف دون مقابل وعاد لينال خسارة أخري من أف سي سيدني الأسترالي في اللقاء الثاني.
بعد سيطرة تامة للأندية البرازيلية علي الثلاث نسخ الأولي عن طريق كورنثيانز و ساوباولو و إنترناشيونال جاء الميلان لينقل اللقب للقارة العجوز للمرة الأولي عام 2007 وفرح القائد مالديني وزملاءه باللقب الغالي .. فهل ينجح زملاء أبوتريكة المصريين في نقل اللقب لقارة المواهب السمراء في هذه النسخة؟
ولأن الكبار دائماً يستفيدون من أخطاءهم فقد جاءت مشاركته الثانية في النسخة التالية عام 2006 مشرفة و رائعة بأتم معني الكلمة لم لا وقد احتل الأهلي المركز الثالث بعد أن خاض ثلاث لقاءات فاز في اثنتين منها علي أوكلاند سيتي في المباراة الأولي له في العاشر من ديسمبر 2006 بهدفين دون رد لفلافيو وأبوتريكة ثم علي كلوب أمريكا المكسيكي في المباراة الثالثة علي الميدالية البرونزية بهدفي نجمه ونجم البطولة وهدافها الأول أبوتريكة في مرمي الحارس الدولي المكسيكي جوليرمو أشوا و بينهما خسارة من بطل البرازيل وأمريكا اللاتينية إنترناسيونالي بهدف فلافيو الذي رد به علي هدف نجم إنترناسيونالي وقتها وميلان الإيطالي الحالي ألكسندر باتو الذي قدم فاصل من الأداء الاستعراضي في بداية الشوط الثاني قبل أن يحس بقيمة منافسه ويجاهد للحصول علي الكرة بعد تعادل فلافيو ويتعرض للإصابة ويخرج قبل أن يسجل زميله البديل لويس أدريانو لاعب دونستيك شاختار الحالي هدف الفوز وهي الخسارة التي أجمع كل المتابعين وقتها أنها كانت غير مستحقة لأن البطل المصري كان أكثر من ند لراقصي السامبا و أحرجهم و كان صعودهم علي حسابه فيه الكثير من التوفيق والحظ كما قال مدرب برشلونة وقتها فرانك ريكارد الذي وصف الأهلي في ذات الوقت أنه كان خير سفير لكرة القدم العربية .
نجم إنترناسيونالي أليكسندر باتو في حوار ثنائي مع نجم دفاع الأهلي وائل جمعة .. النجم اليافع أراد إستعراض مهارتة في بداية الشوط الثاني وظن أنه و فريقة في نزهة و لكن عندما أظهر الأهلي إمكاناتة الحقيقية وتفوق علي فريقه و أرز هدف التعادل عن طريق فلافيو عاد الفتي لصوابه و خرج مصاباً بعد 20 دقيقة من الشوط الثاني و هو يجاهد للحصول علي كرة وسط الملعب.
.
لم يكن نجم هولندا الأسمر هو الوحيد الذي انبهر بأداء كتيبة الأهلي في هذه البطولة التي حقق الأهلي خلالها ما لم يحققه أي ناد أو منتخب عربي أو أفريقي في مسابقة ينظمها الإتحاد الدولي علي مستوي الكبار بل جاء رأي مدرب إنترناسيونالي ابيل براجا نفسه ليؤكد أن فريقه واجه فريق جدير بالاحترام وأنه كان خير سفير لكرة القدم الأفريقية وهو نفس الرأي لقائد الفريق البطل فيرناندو الذي وصف الأهلي بأنه يمتلك لاعبون علي أعلي مستوي و أن أدائهم فاجئ فريقه وكانوا أكثر من ند للفريق الذي أكد سيطرة الكرة البرازيلية علي البطولة و أحرز لقبها بعد فوزه علي برشلونة الأسباني في المباراة النهائية بهدف نجمه أدريانو فييرا.
بعد راحة محارب دامت لمدة عام فقط يعود فارس كرة القدم الأفريقية وزعيمها الكبير ليشد الرحال إلي أرض الشمس المشرقة مجدداً علي أمل الذهاب بعيداً في البطولة وتحقيق مركز أفضل من مركزه الثالث في أخر مشاركة له العام قبل الماضي وعليه أن يواجه بطل أمريكا الشمالية والوسطي (الكونكاكاف) فريق باتشوكا المكسيكي في المباراة الأولي في الثالث عشر من ديسمبر المقبل وهي بداية لها أكثر من معني لأنها صعبة جداً مهما قيل عن ترتيب الفريق المكسيكي في الدوري المحلي لأن الفريق الذي يحرز لقبين متتاليين في قارته وأخرهما علي حساب فريق ديبورتيفو سابريسا الكوستاريكي الذي حل ثالثاُ في نسخة 2005 جدير بكل إحترام و لا ينسي عشاق الأهلي أن المركز الثالث تحقق عام 2006 علي حساب فريق مكسيكي أخر هو كلوب أمريكا وهو ذات الفريق الذي تخطاه فريق ليجا ديبورتيفو دي كويتو الإكوادوري في نصف النهائي قبل فوزه علي فلومينينزي البرازيلي في النهائي ليصعد مباشرة إلي نصف النهائي ويقابل الفائز من الأهلي و باتشوكا في السابع عشر من ديسمبر
لويس أدريانو يكاد يجن من فرط فرحتة بهدف الفوز علي الأهلي .. لم لا وقد واجه سحرة الأمازون فريق من العيار الثقيل والثقيل جداً.
وبكل تأكيد لن يكون زملاء المخضرم صاحب الـ 33 عاماً اوجستين ديلجادو صاحب هدفين من أهداف بلاده الخمسة في نهائيات ألمانيا 2006 في مرمي بولندا و كوستاريكا لن يكون أقوي من إنترناسيونالي الذي تألق الأهلي ضده في نفس الدور عام 2006 ووقف الحظ وقلة الخيرة في طريق إطاحة الأهلي به وصعوده للمباراة النهائية.
طريق الأهلي سيكون صعباً بكل تأكيد سواء في اللقاء الأول ضد باتشوكا أو في اللقاء الثاني ضد ليجا دي كويتو حال تخطيه المباراة الأولي ولكنه في ذات الوقت ليس مستحيلاً و بالعزيمة والإصرار والروح التي يشتهر بها فرسان أفريقيا الحمر يمكنهم من لعب نهائي البطولة في الواحد والعشرين من ديسمبر وحسب المعطيات يكون فريق مانشستر يونايتد هو المرشح الأول للصعود مع عدم إغفال سعي فريق جامبا أوساكا الياباني بطل أسيا إلي إحداث المفاجأة و استغلال عوامل الطقس والجمهور والأرض للإطاحة برفاق كريستيانو رونالدو وهو أمر غير مستحيل خصوصاً أن المشاركة الأول للفريق الأحمر الإنجليزي عام 2000 شهدت مردود باهت وتراجع كبير بخسارته من فاسكو دي جاما البرازيلي بهدف لثلاثة و تعادله مع نيكاكسا المكسيكي بهدف لهدف و فوزه الباهت علي ملبورن الأسترالي بهدفين دون رد و حلوله ثالثاً في المجموعة في البطولة التي أحرزها كورينثيانز علي حساب مواطنه فاسكو دا جاما بفارق الركلات الترجيحية.
هذة التشكيلة إنتزعت المركز الثالث والميدالية البرونزية في أخر مشاركة لهات في 2006 علي حساب كلوب أمريكا المكسيكي و عليها أن تتخطي مواطنه باتشوكا لتحقيق نفس الإنجاز أو الذهاب إلي ما هو أبعد.
كرة القدم لا تعترف إلا بالمجهود داخل أرض الميدان وقد يخرج الأهلي خالي الوفاض كما حدث في مشاركتة الاولي وقد يحقق بشييء من الجدية والحماس والتوفيق الكثير والكثير لبلدة ووطنة وقارتة و يمكنه أن يسطر اسمه في سجل العظماء ليكون أول فريقي عربي أفريقي يصعد للمباراة النهائية أو يحمل الكأس الغالية ليؤكد أنه وبحق أحد عملاقة كرة القدم العالمية.
_____________________
mms : 
