عدد الكواكب والإحاطة بعلمها شيء مستحيل لأن عدد المجرات المكتشف بالمليارات ويسميها العلماء بالكون المعلوم ويعتقدون ان ما يجهلونه من الكون هو 99بالمائة الباقية , أما عن الحياة في الكون فقد سبق وان كتبت حول هذا وهذا هو النص:فلنعلم أن القرآن الكريم أشار إلى ما يلي :
1- وجود كائنات حية غير الإنس والجن والملائكة في الكون وهي كائنات مجسمة ومنها المؤمن فيسجد لله ومنها من يفسد ويسفك الدماء.
2- القرآن يشير إلى وجود سبعة أراضين مثل أرضنا في الكون تعيش عليها تلك الكائنات.
3- القرآن الكريم يؤكد وجود الحياة النباتية في السماء ووجود الشمس والماء .
4- القرآن يشير إلى احتمال الاجتماع بتلك الكائنات قبل يوم القيامة .
5- القرآن يشير إلى احتمال حدوث اتحاد بين الإنس والجن وعلومهما من طرف , وحدوث معركة في الكون تجمع بينهما في طرف واحد ضد الكائنات الأخرى فتستعمل في هذه المعركة أسلحة نارية قريبة من القنابل النووية وأسلحة مصنوعة من النحاس , والغريب أن القرآن يكشف نتيجة المعركة مسبقاً حيث يخبرنا أن النصر سيكون حليف تلك المخلوقات !! وهذا يعطي إشارة أنها أكثر تطوراً وقوة من الإنس والجن مجتمعين .
وقبل الخوض في التفاصيل أنوه إلى ما يلي :
1- أن نفرق بين تفسير القرآن والمفسرين من جهة , وبين القرآن نفسه من جهة أخرى , فالتفسير هو على الأغلب اجتهاد أشخاص في فترة ما من الزمن قد يصيب وقد يخيب , وكل يؤخذ منه ويرد إلا صاحب ذلك القبر محمد صلى الله عليه وسلم , والقرآن حمال على وجوه فاحملوه على أحسن وجه , والقرآن متولد المعاني ولا تنقضي عجائبه مع الزمن .
2- معاني القرآن تتجلى وتزداد وضوحاً مع تقدم العلم بعكس الكتب السماوية الأخرى التي تتصادم مع العلم بشكل صارخ .
3- مفاهيم ومرامي الكلمة القرآنية قد تكون ذات معنى في زمن وقد تضيف معنى آخر أكثر نقاء وعظمة في زمن آخر , فمثلاً لما تحدث الله سبحانه وتعالى عن بني إسرائيل في سورة الإسراء , وربط الحديث عنهم بالمسجد الأقصى ؛ علينا أن نتذكر أن السورة لما نزلت كانت مكية وتتحدث عن بني إسرائيل يوم لم يكن لهم دولة في فلسطين أليس كذلك ؟ ولكنك تقرأ في سورة الإسراء أن اليهود سيعلون علواً كبيراً !! ونزلت هذه الآية بعد أن كان اليهود شرذمة أذلاء يقتل فرعون أبناءهم ويستحيي نساءهم ففروا إلى الجزيرة العربية وغيرها كلاجئين صاغرين ليس لهم أرض ولا تاريخ أليس كذلك ..ولكن الله تعالى ذكر أنهم سيعلون علواً كبيراً, وذلك يوم ربط علوهم بأرض الإسراء والمعراج (ولتعلن علواً كبيراً) فلو رجعنا للتفاسير القديمة وعلى رأسها – الأقدم - تفسير الطبري 310 هـ ؛ سنجده يتحدث عن علو في الكفر , أي سيزداد كفر بني إسرائيل !! ولم ولن يخطر بباله العلو الذي نراه ونلمسه في الواقع الآن لبني إسرائيل , فنحن اليوم نرى علوهم في الواقع وهم في أرض الإسراء والمعراج وهو علو في السياسة والقوة العسكرية والإعلامية والاقتصادية والزراعية ...الخ فما أردت من هذا السرد إلا أن أوضح كيف تصبح الكلمات القرآنية ذات مدى معرفي أشمل مع تقدم الزمن وصدق الله تعالى لما قال متحدثاً سبحانه عن المستقبل: ( وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها) النمل 93 فنحن اليوم أكثر معرفة بمعنى ولتعلن علواً كبيراً, وعلى ذلك قس .
4- أرجو من الإخوة المتحاورين الكرام ألا يستعملوا كلمات التشكيك والاتهام والسباب وسوء الظن , أثناء الردود , ولنجعل حوارنا علمياً بحتاً , يرد على الحجة بالحجة وليس بالضجة .فقد سبق وأن طرحت مثل هذا السؤال فاضطررت لإغلاقه بسبب سوء الحوار من البعض .
ملحق #1 18/10/2009 09:50:01 م الآن لندخل في التفاصيل :
أولا وقبل كل شيء علينا أن نعلم أن لفظة الدابة عندما تقرأها في القرآن ؛ فإنها تتحدث عن غير الملائكة والجن لأن الملائكة مخلوقات نورانية أما الجن فهو مخلوق من نار ,,أما الدابة فهي مخلوقة من ماء لقوله تعالى :
(والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على أربع يخلق الله ما يشاء..)النور 45
وانتبه الى كلمة(كل)حتى لا تستثني أي دابة كونها خلقت من ماء , وبعد ذلك اقرأ الآية الكريمة :
(ومن آياته خلق السماوات والأرض وما بث فيهما من دابة )الشورى
29, ماذا تستنتج الآن ؟ فإذا علمنا أن الدابة هي كل ما يدب في الأرض أو عليها من إنس وحيوان فما هي الدابة في السماوات إذا لم تكن ملائكة ولا جن ؟ وانتبه إلى قوله تعالى :(يخلق الله ما يشاء) فما يدب على الأرض التي نعيش , من إنس وحيوان شيء مفروغ منه ولكن لماذا لا نتدبر في تكملة الآية في قوله تعالى :(يخلق الله ما يشاء) وكذلك(ويخلق ما لا تعلمون)؟
والقرآن يشير إلى أن تلك الدواب كائنات ساجدة لله وهي شيء غير الملائكة اقرأ معي هذا النص:
(ولله يسجد ما في السماوات وما في الأرض من دابة , والملائكةُ وهم لا يستكبرون)النحل 49 , وتم ذكر الملائكة هنا بشكل منفرد , حتى تعلم أن الملائكة شيء مستقل غير الدابة !!! فإذا كان في السماوات كائنات تسجد غير الملائكة فما هي ؟
وعلينا أن نعلم أن القرآن قال لنا:(وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً) فمثلا القرآن يشير إلى وجود دابة حتى في كوكبنا الأرض ولا نعلم مكانها إلا كعلامة من العلامات الكبرى ليوم القيامة وهي دابة متكلمة مؤمنة وترى ذلك عندما تقرأ الآية الكريمة :
(وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون)النمل 82 , فإذا ما زلنا نجهل أين هذه الدابة وهي موجودة الآن في مكان ما من الأرض بدليل قوله تعالى :(أخرجنا لهم دابة) وليس خلقنا !! فهي موجودة ولكن لم تؤمر بالخروج لنا !!فإذاً لا نستغرب أن توجد دابة في السماوات !!
ملحق #2 18/10/2009 09:50:32 م هل تعلم أن القرآن يشير إلى إمكانية أن تجتمع دواب السماء مع من في الأرض وليس بالضرورة أن يكون ذلك في الآخرة فقد يكون الأمر في الدنيا لأن النص يحتمل الأمرين لما تقرأ قوله تعالى :
(ومن آياته خلق السماوات والأرض وما بث فيهما من دابة , وهو على جمعهم إذا يشاء قدير) الشورى 29
الطبري في تفسيره عادة يسرد أقوال من سبقوه فمما ذكره في تفسيره أنسخه بالحرف وأضعه بين قوسين فيقول ناقلاً أحد الآراء :
(وما بثّ فيهما من دابة, يعني وما فرّق في السموات والأرض من دابة)
فما تلك الدابة التي في السماء؟
و تلك المخلوقات كائنات عاقلة مؤمنة ومجسمة ليست كائنات فيروسية لأن الله تعالى يقول بسياق الحديث عن العقلاء :
(ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعاً وكرها وظلالهم بالغدو والآصال) الرعد 15 , وما زلنا نتحدث عن كونها في كل من السماوات والأرض , وحرف (مَن) يستخدم في اللغة العربية للدلالة على العاقل , وكلمة (وظلالهم) كلمة تشير لوجود شمس تصنع الظلال عندهم فظلهم يتحرك بحركتهم كلما سجدوا أو ركعوا لله سبحانه ,والكلمتين (بالغدو والآصال) دليل على وجود ليل ونهار عندهم كذلك لينتج منه غدو وآصال وهي تعني الصباح والمساء, وبما أنهم كائنات عاقلة تتحرك فهناك ماء لأن الله تعالى قال :
(وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون)
ولما تقرأ قصة الملائكة وحوارها مع ربها, فهي تتوقع من الإنسان أن يسفك الدماء ويفسد في الأرض , قياساً على ما رأت من مثال مسبق مما كان يدب في الأراضين الأخرى من مخلوقات مائية , وتأمل قول الله سبحانه وتعالى:
(وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ(. فالملائكة لا تعلم الغيب , فكيف لها أن تتنبأ بمواصفات الإنسان وما سيعمله في الأرض ؟
لماذا هم متأكدين أن هذا المخلوق سيفسد ويسفك الدماء؟ فيا ترى هل لتلك المخلوقات مكونات تشبه الإنسان من دماء يجري في عروقها فيسفك , وفساد يدب بين بعضها فينتشر ؟
والقرآن الكريم يشير إلى وجود كائنات نباتية في أراضين الكون الأخرى لما تقرأ قوله تعالى
"أَلَّا يَسْجُدُوا للهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ"(سورة النمل، آية 25)
والخَبْءُ: هو النبات؛ لأن الحبة تختبئ في الأرض، ثم تخرج زرعا، أي أن الله أخرج النبات في الأرض، وكذلك أخرجه في السماء، ومعنى هذا وجود الحياة النباتية فيها.
وأما الآية التي أشارت إلى وجود الأراضين السبعة , وأن أمر رسالة الله تتنزل بين جميع تلك الأراضين ؛ فتقرأها هنا :
(الله الذي خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن لتعلموا
أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علماً) الطلاق: 12
وقد نقل الطبري قائلاً , عن قتادة، قوله: { اللَّه الذَّي خَلَق سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمن الأرض مِثْلَهُنَّ } خلق سبع سموات وسبع أرضين في كلّ سماء من سمائه، وأرض من أرضه، خلق من خلقه وأمر من أمره، وقضاء من قضائه.
أما عن الحديث عن المعركة الكونية في المستقبل فاقرأ :
(يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذا لا تنفذون الا بسلطان* فبأي آلاء ربكما تكذبان* يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران* فبأي آلاء ربكما تكذبان؟)الرحمن 33-36
الآبة تتكلم عن معركة ممكنة الحدوث في المستقبل يتحد فيها الانس مع الجن وهما يحاولان النفاذ من أقطار السماوات والأرض , أما عن محاولة النفاذ من أقطار السماوات والأرض فالجن هو صاحب السبق بهذا وله خبرة بهذا المجال من قبل أن يكتشف الانسان الصاروخ الفضائي فيقول الله تعالى عن تاريخ الجن وخبرته في النفاذ إلى أقطار السماء متحدثاً على لسان الجن:
(وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرساً شديداً وشهباً ..) الجن8 , ثم تتحدث الآية عن نوع السلاح الذي سيواجههما هناك شواظ من نار !! شيء يشبه القنابل النووية مثلا ؟ الله أعلم فقد يكون أكثر تطوراً , ثم سلاح مكون من نحاس !! فما هو ذلك السلاح ؟ والخلاصة الهزيمة لاتحاد الجن والإنس , فلا تنتصران ؟!!!؟
الخاتمة: هذه مجرد قراءة في نصوص قرآنية أحب ان يشاركني الحوار بها الجميع , وأعلم أن غيري طرق هذا الموضوع من قبل , ولكن أظن أن طرقه هنا له الكثير من الفائدة , أعظمها أن يتيقن الجميع أن كتاب الله كتاب أعظم بكثير مما نظن فهو ليس مجرد ترانيم محزنة نسمعه عند المقابر والجنازات أو مجرد تعويذة تعلق في السيارة لمنع الحوادث أو مجرد زخرفة نجمل بها الجدران , إنه كتاب هداية ونور ومنهج حياة وعلم وتشريع وحكمة بالغة وشفاء لما في الصدور وطمأنينة للقلب ورحمة للعالمين.
أخيراً أختم بقوله تعالى : ( سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق)فصلت 53 صدق الله العظيم .