الاستـســــــلام
غريبة جداً كلمة الاستسلام دي، من أكتر الكلمات اللي ليها معاني مختلفة في الدنيا.. الاستسلام في الحرب خيانة، الاستسلام للحق فضيلة، الاستسلام للشيطان رذيلة، الاستسلام لله هو كل الموضوع
الكلمة أصلاً بصّوا صوتها عامل ازاي: إ س ت س ل اااا م. مزيكا.
الاستسلام أنواع كتير جداً، منه الوحش ومنه الكويس. الاستسلام للنّفس على رأس القائمة، نفسك عايزة حاجة أنت مش قابلها، تقاوح شوية وتقاوم شوية وبعدين "خلاص مش قادر" وتستسلم. وساعات هو نفسه الاستسلام للنفس ده بيبقى حاجة كويسة، لمّا نفْسَك فعلا تبقى محتاجة اللي هي عايزة تعمله ده فأصلاً ما بيبقاش في مصلحتك ولا في مصلحتها انّك تقاوم كتير. بتبان الحكاية دي في حاجات صغيرة أعتقد؛ زي إنك مثلاً تبقى مضغوط ومزنوق وراسك مليانة ويبقى عندك شغل الصبح بدري ونَفسَك تبقى عايزاك تتفرج على فيلم بتحبّه. عندك في الحالة دي واحد من تلات حلول، أولاً: تسمع صوت العقل وتدخل تنام، وده على قد ماهو كويس ليك بس مش كويس لنفسَك لو بتعمل كدة على طول. الحل التاني: إنك تقعد تتفرج على الفيلم بس ضميرك يفضل يأنبك، وده مش كويس ولا ليك (عشان حتبقى تعبان الصبح) ولا لنفسَك (علشان قعدت تسلُخها وتضايقها وطلّعت الساعتين بتوع الفيلم على جتتها). الحل التالت بقى هّوَ العبقري، وهو: إنك أولاً ما تعملش كدة كل يوم بقى عمّال على بطّال، بس لمّا نفسك تعوز الفيلم فعلاً، تبقى طظ في النوم، وطظ في التعب بتاع الصبح، وتقعد تتفرج بمزاج وروقان، وتدخل السرير وانت مبسوط
فيه نوع رائع بقى من أنواع الاستسلام بس عيبه انه ممكن يودّي في ستين داهية؛ الاستسلام للحب، تفضل تكابر كدة شوية وتعمل فيها بتاع لحد ما تستسلممممم. يا عيني على الاستسلام في الجميل للحب.. وهو ممكن يوديك في داهية صحيح فداه، مش مهم. المهم انك لو ما استسلمتلوش عمرك ما حتعرف طعمه إيه. استسلم استسلم، استسلمي، استسلموا جميعاً.
فيه كمان استسلام العقل لفكرة ما، تفضل رافضها رافضها رافضها ومش عاجباه وبيطلّع فيها القطط الفاطسة وبعدين يستسلم... ومن الجدير بالذكر إن النوع ده من الاستسلام لا يقدر عليه إلا أقوى الأقوياء وأحكَم الحكماء.
الاستسلام للقَدَر مش دايماً حاجة كويسة، لو استسلمت وانت فيه حاجة تقدر تغيّرها تبقى ضعيف أو خَنْوع أو جبان، لو استسلمت للقدر اللي فعلاً ما تقدرش تغيّره، تبقى بقيت فيلسوف
ايه رأيكن بقى في الإستسلاااام؟
في إنتظار مشاركتكم