الظلم أخطر عمل يقع فيه الإنسان
وحول خطورة الظلم على المجتمع التقينا رئيس قسم العدالة الجنائية بكلية الدراسات العليا بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية الدكتور محمد بن المدني بوساق الذي قال حول هذا الموضوع:
إن الظلم هو أخطر وأشد وأشنع عمل انحراف يقع فيه الإنسان، والإسلام شدد على تحريم الظلم بل أن الله سبحانه وتعالى حرم الظلم على نفسه وجعله بين العباد محرماً حيث إن الله سبحانه وتعالى حذر في كثير من الآيات من الظلم وأيضاً الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «الظلم ظلمات يوم القيامة» ويقول أيضاً: «اتقوا دعوة المظلوم».
فالظلم من أشد أنواع الأفعال القبيحة التي حرمها الإسلام ونهى عنها وحث على تجنبها والظلم أمر مجمع على قبحه وأنه عمل مستنكر ومستقبح بين جميع الأمم لا توجد شريعة سماوية ولا أرضية تقدر على الظلم أو تهون من شأنه والظلم قد يكون بطرق مختلفة قد يكون ظلم للنفس والظلم للنفس قورن بالشرك كذلك هنالك ظلم للأقارب والأهل وظلم للأبناء وظلم للزوجة وظلم للمسلمين وظلم لغير المسلمين ظلم للحيوان ظلم للطبيعة وهو أمر محرم ومجرم في الشريعة الإسلامية وغيرها وهو من الظلمات يوم القيامة والله حرمه على نفسه وأوجب تحريمه.
وعلى كل مسلم أن يبتعد عن ظلم غيره لأن الظلم عقابه شديد وقد يعجل الله فيه العقوبة وبخاصة ظلم غيره وبمختلف الطرق والسبل فإن الله سبحانه وتعالى قد يعجل لصاحبه العقوبة «اتقوا دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب» وعقابه قد يكون عاجلاً في الدنيا فقد يصاب الظالم ليرى المظلوم ظالمه وهو في الدنيا يرى انتقام الله من الظالم وعذاب الآخرة أشد، فيجب على المسلم أن يتحرى الظلم فبعض الأفعال بين الله والعباد مثلاً في حقوق الله قد تكون أهون لأن الله قد يغفرها لكن ظلم العباد هذا أمر خطير لابد أن يأخذ العباد حقوقهم حتى يوم القيامة إن الله قد يغفر ما كان من حقوقه ولكن حقوق العباد لا بد أن أداءها لابد أن يحصل المرء على حقه ممن ظلمه.
وعن الأسباب التي أدت إلى التساهل في الظلم بين الناس خاصة في السنوات الأخيرة قال الدكتور أبو ساق هذا ناتج من الناس أنفسهم للاستهانة والحرص الشديد على الدنيا والشح والبخل فإنه ينتج عن هذا الحرص والشهوات التي تدفع الإنسان وحب الاستئثار هذه تنشأ عنها كثير من المظالم «اتقوا الشح فإن الشح قد أهلك من كان قبلكم حملهم على سفك دمائهم وانتهاك أعراضهم والإساءة حتى إلى أقرب الناس اليهم» وهذا الحرص الشديد والاستهانة وقلة وضعف الوازع الديني في النفوس يجعل الناس يظلم بعضهم بعضاً، ثم ان الناس أحياناً يبررون لأنفسهم المظالم يبررون ويؤولون بأن هذا ليس ظلماً أو بالعادة يعنى يحس مثلاً أن ظلم الزوجة هين ما دام هي زوجته أو مادام هذا ولده فليس عليه أن يتجاوز في حقه فحقه أعظم واكبر فذلك قد يؤدي إلى عدم الشعور بهذا الظلم فكذلك يعني فيه أناس قد تموت ضمائرهم من كثرة المعاصي والغطرسة وبعض الطبائع فيها نزعة إلى الظلم فهذه كلها من أسباب وقوع الظلم وبخاصة الظلم الذي لا يرى أي لا يشعر به الإنسان.
كذلك هنالك ظلم للامة وظلم للمجتمع الإنسان دائماً ما يتساهل الناس في مسألة الأمر إذا كان عام للجماعة مصادر مشتركة للناس فيتساهل في الظلم فيها، وذلك بأكل المال العام مثلاً وتفضيل الناس بعضهم على بعض في انتهاك بعض الحقوق يعني شعوراً منهم وتساهلاً بأن هذه الحقوق عامة لا يوجد من يطالب بها، لكن هو ظلم فالتساهل في هذا ينتج كذلك عن نوع من التساهل في المصالح المشتركة لان المصالح المشتركة لا يوجد من يطالب بها لنفسه.
كذلك من أسباب وقوع الظلم وتجاوز حقوق الآخرين ضعف التربية وضعف الشعور ولذلك من أهم ما ينبغي للمرء أن يتبينه حتى لا يكون ظالماً أن يضع نفسه دائماً موضع الآخر إذا كان بائعاً ينبغي أن يتخيل نفسه مشترياً وأن كان مشترياً يتخيل نفسه بائعاً وينظر للآخر لو كان مكانه فماذا يكون شعوره وكيف يكون حاله لو وقع له ما وقع للآخر.. فإذا لابد من العدل مع الخصم فالإسلام أمرنا أن لا نظلم حتى خصومنا حتى أشد الناس عداوة لنا ولو ظلمونا. فالإسلام فيه العدل.
