جنوب إفريقيا 2010 .. الأمل في "رقصة ديكي" أخرى على أرض الوطن
رقص مشجعو جنوب إفريقيا رقصتهم الوطنية "ديكي" منذ 14 عاما احتفالا بأكبر إنجاز كروي في تاريخ البلاد بالفوز بكأس الأمم الإفريقية على أرضه، وفي 2010 يأمل "الأولاد" في تكرار الرقص بتوجيهات عازف سامبا متمكن.
فبعد رفع الإيقاف الدولي عن اتحاد جنوب إفريقيا لكرة القدم بعد تخلصه من تهمة العنصرية في بداية التسعينيات، ركب الأولاد البيض والسود الموجة من رأسها وانزلقوا معها أرضا، فحققوا الفوز بالبطولة القارية في أول مشاركة فيها، وفازوا بالوصافة في المرة التالية، وتراجعوا للثالث في الثالثة.
واستمر تراجع الأولاد إفريقيا ليفشلوا في تخطي الدور الأول منذ 2004، بل وأخفقوا في التأهل للنسخة الأخيرة في أنجولا 2010.
موجة الأولاد شهدت كذلك مشاركتين في كأس العالم عامي 1998 و2002 وإن كان فشلهم في تخطي الدور الأول منطقيا، إلا أن فشلهم في التأهل للبطولة أضاف بعدا آخر للفشل القاري.
لكن المستوى الذي ظهر به منتخب جنوب إفريقيا على أرضه حينما استضاف كأس القارات العام الماضي، والخسارة بهدف من البرازيل في الدقيقة 88 في نصف نهائي البطولة و3-2 أمام إسبانيا في مباراة المركز الثالث في الوقت الإضافي يبشر باستعادة الأولاد لذكريات 1996.
قائمة الفريق .. بينار راقص الديكي
تكمن أهمية نجم جنوب إفريقيا ستيفن بينار في أنه محطة هجومية مهمة لفريقه، ليس فقط لدوره كجناح وإنما لقدرته على التنقل ما بين مراكز الوسط الهجومية والمساندة خلف المهاجمين.
ويتميز بينار في مشاركاته مع بلاده بسلاسة استقاها من رقصة الديكي المحلية التي استفاد بخطواتها في مراوغاته في الملعب.
وكشف بينار عن ذلك قائلا: "رقصة الديكي تساعدني على خلق مساحات في مكان ضيق، تعودت على استخدامها منذ بدأت لعب الكرة ولاتزال تنطلي على المنافسين".
وكما أعادت دائرة الزمن الكرة أرض جنوب إفريقيا ليجرب فريق الأولاد حظه في البطولة الأهم عالميا، قرر كارلوس ألبرتو باريرا المدير الفني للأولاد إعادة كتيبة الجيل الذهبي، ومزجهم بالأسماء الشابة التي خرجت من دوري محلي لا يتيمز بالقوة.
فالبرازيلي باريرا حرص في توليفته على المزج بين الخبرة والشباب بمعدل أعمار يتراوح بين 20 إلى 32، وبين المحترفين في دوريات أوروبية ونظرائهم من المشاركين في الدوري الجنوب إفريقي.
ورغم الضعف الذي يصف به لاعبو كرة القدم في جنوب إفريقيا مسابقتهم المحلية، إلا أن فريق ماميلودي صنداونز أكثر الفرق فوزا بالدوري قدم للمنتخب أحد أهم نجومه وهو سيبونيسو جاكسا، وبنديكت "بيني" ماكارثي صاحب أول هدف لجنوب إفريقيا في كأس العالم.
وجاء دخول ماكارثي لقائمة المونديال رغم الإصابة التي أثرت على موسمه المنصرم مع فريقه، إلا أن الخبرة التي يمثلها اللاعب الذي خاض نسختي كأس العالم مع بلاده تجعله حجر أساس يبني حوله باريرا فريقه.
وهذا ما أوضحه قول المدرب: "دائما ما أقيم ماكارثي على مقياس أعلى من غيره، لأنه من هذه النوعية التي تصنع الفارق للفريق، وهو يدرك ذلك ويعطيني ما أطالبه به دوما".
بيان يوضح معدل أعمار لاعبي جنوب إفريقيا
كارلوس بيريرا .. راقص السامباراقص آخر سيتحكم في إيقاع قلوب جمهور جنوب إفريقيا وهم يشاهدون منتخب بلادهم في مواجهة فرنسا وأوروجواي والمكسيك جيرانه في المجموعة الأولى لكأس العالم، إنه البرازيلي باريرا.
ولا يعد باريرا غريبا على إفريقيا التي قاد فيها غانا من قبل، أو جنوب إفريقيا التي درب منتخبها في 07 و2008 قبل الاستقالة والعودة من جديد ليخلف جويل سانتانا الذي قاد الأولاد في كأس القارات.
ويحمل باريرا خبرة 42 عاما في عالم التدريب بين المنتخبات والأندية، ويعد واحد من إثنين فقط الذين قادوا خمسة منتخبات مختلفة في كأس العالم، مع الكويت والإمارات والسعودية ومنتخب بلاده، بعد الصربي بورا ميلوتينوفيتش.
ويضم ملف باريرا النجاح الساحق مقابل الفشل المطلق.
فالمدرب البرازيلي كسر حرمان بلده من الفوز بكأس العالم 24 عاما بقيادتهم لتحقيق الكأس الرابعة في تاريخهم في 1994، وفي النسخة التالية أقاله الاتحاد السعودي لكرة القدم من تدريب الأخضر بعد خسارة أول مباراتين أمام الدانمارك وفرنسا ولم ينتظر المسؤولون حتى انتهاء الدور الأول.
ولكي لا يتكرر سيناريو المشاركة السعودية، يسعى باريرا لإعداد فريقه لما أسماه معركة حربية، قائلا "علينا الاستعداد جسديا لهذه المعركة، علينا أن نكون فريقا مقاتلا، نكون في أفضل صورنا حينما نضع الكرة على الأرض، لا يمكننا التفكير في المواجهات المباشرة بين اللاعبين، علينا التمرير السريع".
ويأمل باريرا في الفوز على المكسيك في اللقاء الافتتاحي ليمنح فريقه دفعة معنوية كبيرة خلال مرحلة المجموعات، ليواجه بعدها "اثنين من بين أبطال العالم السابقين (يقصد فرنسا وأوروجواي التي فازت باللقب عام 1950) والأمر يتطلب الشجاعة والإرادة القوية للفوز".
أفضل وأسوأ ترتيب لجنوب إفريقيا في تصنيف الإتحاد الدولي لكرة القدم
يتبع