محمد «عبقرى صغير».. ابتكر طفاية حريق صديقة للبيئة.. وولّد الكهرباء من البحر.. ويحلم بلقاء زويل
محمد يستعرض نموذج توضيحى لتوربين توليد الكهرباء
حريق هائل اندلع بمبنى أحد البنوك المجاورة لمنزله، تخبط رجال الإطفاء أثناء إخماده وسقط العديد منهم جرحى وقتلى، هذا المشهد كان دافعاً قوياً لولادة موهبة «محمد عمرو عبدالمولى»، ليبتكر طفاية للحريق صديقة للبيئة، تمتص الأدخنة وتنقيها، ليستطيع رجل الإطفاء أن يرى داخل المكان، لينقذ البشر والمقتنيات المهمة بسهولة.
قال محمد عن ابتكاره: «رجل الإطفاء يواجه صعوبات كثيرة أثناء عمله، ومعرض للاختناق والإصابة فى أى لحظة، وطفاية الحريق التى يحملها على جسمه كبيرة جدا وثقيلة ولا تمكنه من إنقاذ أى ضحايا، لذا فكرت أن أبتكر جهازاً خفيف الوزن يحمله رجل المطافئ ليتمكن من إنقاذ أى شخص أو أى ممتلكات مهمة تقابله». وأوضح: «الطفاية صغيرة الحجم، وتحتوى على شفاط يعمل بالبطارية، يقوم بسحب الأدخنة الموجودة بالحريق ويرشحها عبر مجموعة من الفلاتر، لينقى الشوائب العالقة بها، كما يعالج الأدخنة بشكل كيميائى، ويحولها فى النهاية لبخار مياه يساعد فى عملية الإطفاء».
تشجيع أحد مدرسى محمد حفّزه على ابتكار المزيد، وظل يفكر فى المشاكل البيئية المحيطة ليقدم لها حلولاً وقال: «عندنا مشكلة كبيرة فى تلوث مياه الشرب، ناس كتير بتموت من تأثير مادة الكلور المضافة لتنقى المياه، لكنها تضر بصحة الناس لما بيشربوا منها، عشان كده جربت طريقة لتنقية المياه دون استخدام الكلور نهائيا».
توصل محمد لمادة كيميائية تنقى المياه وتقتل الميكروبات، ويمكن استخدامها لتنقية مياه الصرف الصحى وزراعة الأراضى بعد معالجتها عبر ٣ مراحل لإزالة الشوائب والميكروبات، لتكون صالحة للشرب والزراعة.
«توليد الطاقة الكهربائية من باطن البحر»، فكرة أخرى لـ«محمد» يستثمر من خلالها الطاقة الحركية بتيارات البحر الداخلية، وأوضح: «نضع مجموعة توربينات فى مناطق التيارات القوية بالبحر ونستفيد من طاقتها الحركية فى توليد الكهرباء، ولابد أن نؤمِّن التوربينات بشكل يمنع تسريب المياه لها، ونستخدم مؤشرات بيانات لنعرف الأعطال التى تحدث بها وكمية الكهرباء التى تنتج عنها».
قد تحتاج هذه الفكرة تكاليف عالية لتنفيذها، لذا تخطى محمد هذه العقبة باستخدم مروحة وموتور استخرجه من أحد ألعاب إخوته، ليوضح الفكرة للمحكمين بمسابقات الابتكار التى يحرص دائما على المشاركة فيها وحصل على عدة جوائز، منها:
أفضل ابتكار بمسابقة المخترع الصغير ٢٠٠٦ و٢٠١٠ التى تنظمها وزراة التربية والتعليم بالمدارس، كما حصل على العديد من الجوائز عن مجموعة أبحاث علمية، وقال: «أنا بحب العلوم ونفسى أبقى عالم كبير زى الدكتور زويل ومصطفى السيد».
يشتهر محمد بين زملاءه ومدرسيه بمدرسة مصطفى كامل الثانوية التجريبية بـ«العبقرى الصغير»، لمشاركته فى كل نشاط علمى داخل المدرسة وخارجها، ويتخذ غرفته الصغيرة بالمنزل مكانا لتنفيذ وتجربة أفكاره ويحظى بتشجيع والديه. مجرد الجلوس مع العالم المصرى الدكتور فاروق الباز أو الدكتور زويل حلم يراوده: «أنا عايز أقعد معاهم وأقلهم على كل أفكارى واختراعاتى، ونفسى أعرف قصة كفاحهم عشان أكون زيهم بس نفسى حد يساعدنى وأنا جوه مصر عشان ما اضطرش أسافر بره»