بارك الله فيكِ على الجهد المبذول .
لكنني أدعوكِ -وبدون تكلف لحضرتك- أن تقرأي هذه الأسطر التي سأكتبها فإنها لله وللتاريخ.
وبعد
أنار الله لك طريق الهداية في الدنيا ورزقك العلم النافع وأنار لك القبر في الآخرة .
معلوم أن من كذب لا يجوز الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم –حاش لله أنا لم أتهمك بهذا- ولكنه قد يكون غاب عنك أشياء منها :
أولًا: كان عليكِ أن تتثبتي من صحة هذا الحديث قبل وضعه في المنتدى .
ثانيا : قال النبي صلى الله عليه وسلم : «من كذب علي متعمدا فليتبوا مقعده من النار». صحيح رواه أكثر من 70 صحابي
ثالثًا :قال النبي صلى الله عليه وسلم : «نضر –أنار وجه- الله رجلا سمع مني مقالتي فوعاها فأداها كما سمعها ». حديث صحيح نسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياك ممن يستعملهم لخدمة دينه والذب عن النبي صلى الله عليه وسلم وأهل بيته.
رابعًا : هناك آلاف الأحاديث الصحيحة النافعة في البخاري ومسلم وغير ذلك يمكن تبليغها والانتفاع بها .
خامسًا : أقسم بالله –تحقيقَا لا تعليقَا – أنا حزنت لوجود هذا الكلام هنا –وأنا لا أسميه حديثا- وأكثر حزنت أنك لا تعرفين أنه موضوع لا أصل له خصوصا أنك تفهمين الانترنت جيدًا.
سادسًا : الحمد لله أنا من أهل التخصص في هذا الفن في العمل وفي الدراسة-والحمد لله ، والله لا أزكي نفسي- فأنا بذلت جهدا رهيبا حول هذا الحديث والحمد لله ، ولم أصل له في أي كتاب من كتب الحديث ، ولكنني جمعت كلام أهل هذا الشأن لأقدمه لكي لعل الله ينفعنا جميعا:
قلت : الصحيح أن هذا الحديث :
موضوع –مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم- وواضعه قبيح ....
فإن فيه ما يخالف صريح السنة ..... وفيه أشياء يناقض أولها آخرها ....مع ركاكة أسلوب وسقامة عرض ......وإذا لم يكن مثل هذا موضوع فليس في الدنيا حديث مصنوع.
ولا يشك من له أدنى إلمام بهذا العلم أنه موضوع مفترى ، وظاهر وضعه لاسيما في آخر الحديث فهل يشفع النبي للشيطان في دخوله الجنة وقد كتبه الله أنه من أهل النار.
وإليك كلام أهل العلم على هذا الحديث :
فتوى الشبكة الإسلامية :
رقم الفتوى 43343 حديث إبليس باطل شديد القبح
تاريخ الفتوى : 27 ذو القعدة 1424
السؤال
الحديث طويل .. اقرأه كله لأنه جميل جداً ومفيد
عن معاذ بن جبل رضى الله عنه عن ابن عباس قال : كنا مع رسول الله في بيت رجل من الأنصار
في جماعة فنادى منادِ : يا أهل المنزل .. أتأذنون لي بالدخول ولكم إليّ حاجة؟
................
وخطيب أهل النار وأنا شقي مطرود ، وهذا آخر ما أخبرتك عنه وقد صدقت فيه
وصلى الله على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
00000000000000000000000
نأسف بشدة على الإطالة ولكني أريد أن أعرف هل هذا الحديث صحيح أم موضوع وإذا كان صحيحا فما هو سنده جزاكم الله خيرا.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد سبق أن بينا أن هذا الحديث لا أصل له وأنه مكذوب، ولا تجوز حكايته إلا على سبيل التحذير منه وبيان أنه موضوع، وانظر الفتوى رقم: 41989 .
فهو ليس «جميل جداً ومفيد» كما زعم السائل بل هو باطل مكذوب، مع العلم بأن هناك اختلافاً في بعض الألفاظ بين الحديث المسؤول عنه هنا والحديث المشار إليه في الفتوى، إلا أنهما متفقان في مجمل الألفاظ والقصة.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
*******************************
فتوى اللجنة الدائمة للبحوث والإفتاء :
الفتوى رقم ( 20571 ) .
س : أسأل عن الحديث الذي أورده مؤلف الكتاب المسمى ( من رياض التوحيد ) ، الذي نصه : عن ابن العباس رضي الله عنهما قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت رجل من الأنصار في جماعة..........
الجواب :
ج : الحديث المذكور لا أصل له فيما نعلم ، والمصدر المنقول منه غير معروف ، الواجب تركه وعدم نشره بين الناس .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
*********************
قال شيخ الإسلام بن تيمية في الفتاوى عندما سئل عنه :
ص 350 ج18 ... عن قصة إبليس و أخباره النبي -صلى الله عليه و سلم- و هو فى المسجد مع جماعه من أصحابه , و سؤال النبي -صلى الله عليه و سلم- له عن أمور كثيرة , والناس ينظرون إلى صورته عيانا , و يسمعون كلامه جهرا , فهل ذلك حدث أم كذب مختلق ؟ و هل جاء ذلك في شيء من الصحاح و المسانيد و السنن أم لا ؟ و هل يحل لأحد أن يروى ذلك ؟ و ماذا يجب على من يروى ذلك و يحدثه للناس و يزعم أنه صحيح شرعي ؟
فأجاب : الحمد لله , بل حديث مكذوب مختلق ليس هو في شيء من كتب المسلمين المعتمدة , لا الصحاح ولا السنن ولا المسانيد , ومن علم أنه كذب على النبي -صلى الله عليه و سلم- لم يحل له أن يرويه عنه , و من قال : انه صحيح فانه يعلم بحاله , فان أصر عوقب على ذلك , ولكن فيه كلام كثير قد جمع من أحاديث نبوية , فالذي كذبه و أختلقه جمعه من أحاديث بعضها كذب و بعضها صدق , فلهذا يوجد فيه كلمات متعددة صحيحة , وان كان أصل الحديث هو مجيء إبليس عيانا إلى النبي -صلى الله عليه و سلم- بحضرة أصحابه و سؤاله له كذبا مختلقا لم ينقله أحد من علماء المسلمين , و الله ( سبحانه و تعالى ) أعلم .
*****
جواب الشيخ حامد العلي:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذا حديث مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم لا أصل له ، ولاتحل روايته ، ومن ينشره شريك في الإثم مع من افتراه على نبينا صلى الله عليه وسلم ، مع أن كثيرا من معانيه ـ وليس كلها ـ مشهود لها بنصوص أخرى ، ولكن لاتحــل رواية أي كلمة عن نبينا صلى الله عليه وسلم إلا بناء على حديث صحيح ثابت الإسناد ، فالخبر عنه صلى الله عليه وسلم خبر عن الوحي ، والوحي من الله ،ومن يفتري الكذب على الوحي فلا أحــد أظلم منه كماقال تعالى ( ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا ) ، وقد تواتر عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ، وفي صحيح مسلم مرفوعا: ( من حدث بحديث يُرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين ) ، وهو يدل على أن من ينشر الحديث الذي يرى العلماء انه كذب فهو كاذب ، كمثل الذي كذب على النبي صلى الله عليه وسلم ، وهــو شريكه ، والعياذ بالله تعالى والله أعلم.
*****
جواب الشيخ عبد الرحمن السحيم :
الجواب:
هذا كذب مفضوح !
وهو حديث موضوع مكذوب لا تجوز روايته ولا تناقله ولا نشره بين الناس إلا على سبيل التحذير منه ، وبيان كذبه .
ومن علامات الكذب الواضحة المفضوحة ذِكْر ( الحلف بالطلاق ) ! ، وهو لم يكن معروفا عند الصحابة رضي الله عنهم
وقوله عن ظلّه تحت أظفار الإنسان وهذا مُخالِف لما ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : إذا استيقظ أحدكم من منامه فليستنثر ثلاث مرات ، فإن الشيطان يبيت على خياشيمه .
وقوله على لسان الشيطان : ( وإن لي ولداً سميته كحيلاً وهو الذي يكحل عيون الناس في مجلس العلماء وعند خطبة الخطيب حتى ينام عند سماع كلام العلماء فلا يكتب له ثواب أبداً .
كيف لا يُكتب له ثواب أبداً ، وقد حضر مجلس العِلم أو الخُطبة ؟
هل يستوي من حضر فغلبته عينه مع من لم يحضر أصلا ؟!
وأذكر أن في بعض روايات هذا الكذب أنهم يقولون إن النبي صلى الله عليه وسلم عَرَض على إبليس التوبة ، وان يشفع له عند الله عز وجل !
وهذا من أعظم الكذب
فإن الله قال وقوله الحق ، ووعد ووعده لا يُخلف ، ولا يُبدّل القول لديه
وعد إبليس أنه من المنظرين وأخبر أنه من الملعونين وأنه سوف يُدخله جهنم
وأنه سوف يقوم خطيبا في أتباعه في جهنم
إلى غير ذلك ..
فكيف تُعرض عليه التوبة ؟!
لأن قبول توبته والشافعة له معناه إلغاء هذه الوعود.
فليُحذر من نشر مثل هذا الكذب الواضح المفضوح ويُحذر من تناقله
وكل حديث جاء بمثل هذا الصفّ والتصفيف ، وبمثل هذا الطول فإنه يُحدث في النفس ريبة لا تقبله حتى تُفتّش عنه.
فالوصية لمرتادي الشبكة أن لا يُسارِعوا في نشر مثل هذه الأباطيل والأكاذيب وأحاديث القصّاص ، وإنما يعرضوها على أهل العلم .
ومن الخطورة نشر حديث مكذوب ؛ لأن من نشر حديثا مكذوبا فإنه يبوء بإثم الكذب ، ويكون مُشارِكا للكذّاب الذي وضعه وكذَبه.
وقد جاء الوعيد الشديد في ذلك في الحديث المتواتر عنه عليه الصلاة والسلام في قوله : كذبا علي ليس ككذب على أحد ، من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار .
وفي قول النبي صلى الله عليه وسلم:
لا تكذبوا عليّ ، فإنه من كذب علي فليلج النار .
والله تعالى أعلم .
ألف شكر على قراءة هذا الكلام
وأخيرا : إلى أختي نور :
جنبكِ الله الشبهة ، وعصمك من الحيرة ، وجعل بينك وبين المعرفة نسبا وبينك وبين الصدق سببا ، وحبب إليك التثبت، وزين في عينيك الإنصاف ، وأذاقك حلاوة التقوى وطرد عنك زل اليأس ، وعرفك ما الباطل من قلة ، وما في الجهل من ذلة .
قال الشاعر:
قد تعجز الكلمات عن مدلولها *** ويموت في بحر الدموع معاني