قصة فيها الفايدة

يحكى أن ملكا نظر يوما في خزينته فوجدها قد فرغت, فأشار عليه وزيره أن يفرض ضريبة على الناس



فقال الملك لم تبق ضريبة إلا فرضناها, فقال الوزير إلا واحدة, هناك طريق في المدينة كل الناس تمر عليه, فاجعل عليه من رجالك من لا يسمح للناس بالمرور منه إلا إن دفعوا ضريبة مرور من الشارع قيمتها خمس قروش, فقال الملك أخاف أن يثور الناس, فقال الوزير نجرب فإن ثار الناس نوقفها, فقال الملك أفعل, فلما رجع الوزير الى الملك سأله عن حال الناس هل ثاروا??




فقال الوزير لا بل دفعوا, فقال الملك للوزير أجعلها عشر قروش, فلما رجع الوزير سأله الملك هل ثار الناس??






فقال لا, فقال الملك أجعلها دينارا, فلما رجع الوزير سأله الملك, هل ثاروا ؟ ?






فقال الوزير لا, فقال الملك أرجع واجعلها خمس دنانيرفلما رجع الوزير سأله الملك, هل ثاروا?? هل تكلموا??






فقال الوزير لا, فتعجب الملك, وقال لوزيره أجعلها عشر دنانير ومر الرجال أن يضربوا كل من يريد أن يمر من هذا الطريق, فلما رجع الوزير سأله الملك, هل من جديد؟






فقال الوزير بعض من أبناء شعبك يريدون أن يقابلوك وهم بالباب, فقال الملك أدخلهم, فقال الملك لممثلي الشعب ماذا تريدون؟؟


فقال لنا عندك طلبا, فقال تحدثوا, فقالوا يا مليكنا, لقد أمرت بخمسة قروش ضريبة, فقبلنا, ثم جعتها عشرة قروش ولا مشكلة عندنا, ثم جعتها دينار ولم نتكلم, ثم جعلتها خمسة دنانير ولم نتلكم, ثم كان آخر أمرك أن جعلتها عشرة دنانير وفوقها ضرب من رجالك, ولا مشكلة عندنا لا في الدنانير العشر ولا في الضرب, فتعجب الملك وقال فماذا تريدون إذن؟؟

فقالوا نريد منك أيها الملك أن تزيد من عدد الجنود حتى لا نتعطل, فإن قلة الجند الذين يضربوننا يجعلنا نقف وقتا طويلا ننتظر الدور.


أيها الناس, هذه الحكاية ليست للتندر, بل هي للعبرة, والعبرة فيها أن الناس إن كان هذا هو حالهم, يسكتون عن الظلم الذي يقع عليهم فإن هذا السكوت يغري الظالم إن يبطش أكثر , ينشر من قاذوراته وجراثيمه عليكم أكثر, فتكون حياتكم أنكد, وإن من يكون شعاره في الدنيا ( المهم أن لا نتعطل) أحمق,


وإن العاقل هو من لا يقبل بالظلم ويرفع صوته في وجه حراس الظلم, ولا يسكت عن منكراتهم, وهذا قبل أن يكون من العقل والحكمة هو من الشرع, فإن سكتنا عن الظلمة وما ينشرون من قاذورات وفيروسات زاد المرض, وإن رفعنا الصوت عاليا منكرين على الظلمة فاعلموا أن الفرج قد اقترب, وأن التطهير من مظاهر الفساد قد آن أوانه, وأن تغير حالكم قد بات قريبا. وعكس هذا هلاك.

مما أعجبنى وأتمنى أن ينال إعجابكم

جميلة أوى
فعلا لايجب ان يسكت الناس
على الظلم الواقع عليهم بل عليهم أن يتكلموا
ويدافعوا عن حقهم