تحقيق/ :cheers: علاء النادى :pirat:
وفي ظل الأزمة الاقتصادية التي نعيشها منذ أمد بعيد وإن كانت كل عام تزيد عن سابقها.. كيف يدبر البيت المصري حاله في العيد.. ومن أين يتحصل علي اللحوم هذا العيد.. وتبدأ حالة الطوارئ في البيت.. ويتم فرض الفروض واقتراح المقترحات للوصول لحل يرضي جميع الأطراف في العيد " باستثناء الخروف " .. وخاصة أن هناك بيوت قد لا تصل إليهم اللحمة إلا كل عام فتراه ينتظر هبات أهل الخير عليه.
قمنا بجولة التقينا خلالها بعدد من الجزارين.. وسألناهم عن أنواع اللحوم وأفضلها وكيفية التعرف علي أحسنها.. وعن اتهام الناس لهم بأنهم وراء ارتفاع أسعار اللحوم.
وعلي الجانب الأخر سألنا بعض الأهالي والمواطنين عن كيفية إدارتهم لهذه الأزمة المسماة بأزمة " لحمة العيد" وكيف يتغلبون عليها في مثل هذه الظروف الخانقة .
في البداية يقول الحاج مصطفي سليمان صاحب ( محل جزارة ).
مهنة الجزارة بالوارثة فهو منذ أن شب علي قدميه وهو في هذه المهنة.. وعندما توفي والده أخذ مكانه في المحل مع أخوته.. فالجزار لا يكون جزارا ً إلا إذا ورثها عن أجداده.
وبسؤاله عن أفضل الأغنام التي يفضل ذبحها في العيد ؟
قال: أفضل الخرفان هي البلدي لأن له طعم وريحه ليس لها مثيل.. وهناك خرفان تأتي من أماكن أخري لكنها ليست بمثل جودة الخروف البلدي.
وعن مواصفات الخروف البلدي قال: الخروف البلدي تكون اللية كبيرة تزن من ثلاثة إلي خمسة كيلوجرام.. وتكون مستديرة بعض الشيء ويكون الوزن المثالي للخروف يتراوح من خمسين إلي مائه كيلوجرام.. أما الأخرى فيكون وزن اللية فيها أقل من ذلك بكثير.
المعلم سيد حسان ( جزار) سألناه عن رأيه في أنواع اللحوم.. وأيها أفضل في الأكل ؟
فقال: إن لحم الخروف أفضل بكثير.. وهناك أماكن كثيرة في الخروف لحومها حمراء.. وليس بها دهون.. وكل منطقه في لحم الذبيحة لها زبونها الذي يفضلها.. فالذي يريد عمل التحمير والشي يأخذ من الجزء الخلفي .. أما الذي يريد السلق أو الطبخ فمن الجزء الأمامي .
حسام عطا ( يعمل في محل جزارة ) قلنا له : كيف يعرف رجل الشارع العادي اللحمة الكبيرة من الصغيرة؟
فقال: اللحم الصغير الذي يستوي بسرعة يكون الختم فيه مضلع.. واللحم الكبير الذي يتأخر في نضوجه يكون الختم عليه مثلث.. وهذه الأختام يتم وضعها من قبل الأطباء في السلخانة.
المعلم عثمان الفيومي سألناه: هل الأفضل شراء الخروف من الجزار أم من التاجر ؟
فقال: الأفضل شرائه من الجزار لأن الجزار لا يغش الزبون.. أما تاجر الشارع فيبيع لك ولا تراه مرة ثانيه.. وبعض التجار يلجأ إلي حيله معروفه بينهم وهي إعطاء الخروف كميات كبيرة من الملح مما يؤدي به إلي شرب كميات كبيره من الماء فيزيد وزنه وتنتفخ بطنه فيقع الزبون في الفخ ويشتريه بأكثر من قيمته .
الحاج فتحي عبد الرحمن ( جزار ) قلنا له الناس ترجع ارتفاع أسعار اللحوم إلي الجار.. فما رأيكم في ذلك ؟
فقال: الجزار مظلوم تماما ً مثل الزبون أن ارتفاع الأسعار هو السبب فقد ارتفع سعر الماشية من الأساس وارتفعت الماشية بسبب ارتفاع سعر العلف وارتفاع العلف بسبب ارتفاع كذا و كذا .
فالأمر فوق طاقتنا وخارج حدود استطاعتنا فقد كنت أحضر الخرفان من الصعيد بأسعار بسيطة.. وكنت أبيع كثيرا ً وأربح كثيرا ً.. أما الآن فسعر الخروف ارتفع والإقبال قل والربح أيضا ً قل .. فأنا متضرر أيضا ً من ارتفاع السعر مثل الزبون.. وأتمنى أن يقل السعر حتى أعود لسابق عهدي في البيع.
وعلي الجانب الأخر سألنا بعض المواطنين عن حالهم مع اللحمة في العيد فكانت الأوضاع هكذا:
آمال محمد ( ربه منزل ) تقول: أنا اشتري لحوم العيد قبل العيد بأسبوع تفاديا ً لارتفاع الأسعار.. وأنها تفضل شرائها من الجمعيات الاستهلاكية لأن أسعارها أقل بكثير من الجزارين فهذا يناسب إمكانياتها المادية .
رحاب يحيي ( موظفه ) تقول : لقد قمت بعمل جمعيه بالرغم من أنها ستؤثر سلبيا ً علي.. ولكني فعلت ذلك من أجل إسعاد أبنائي في العيد والمثل يقول" المضطر يركب الصعب" .. فنحن مسئولون عن أسر ولابد أن ندخل الفرحة عليهم في العيد ونطرق كل الأبواب المتاحة أمامنا .
قال لنا محمد إبراهيم ( مدرس) عن استعداده للعيد و خاصة اللحمة:
أنا اشترك في شراء خروف العيد مع بعض جيراني وبذلك أكون ضربت أكثر من عصفور بحجر واحد.. ضحيت وأصبت السنة وأدخلت اللحمة في بيتي ولم أتحمل كل التكلفة بمفردي.. وهذا الأمر يفعله الكثير من الناس الذين هم في مثل حالتي .
خالد عبد الرحمن (موظف) قال:
قبل العيد بفترة كافيه استشير أسرتي عن شراء خروف والتضحية به مقابل ذلك سنمكث فترة من الزمن لا نشتري فيها لحوم من الجزار ونكتفي بما عندنا مع بعض الطيور والأسماك.. أو أننا نسير علي ما كنا عليه قبل العيد وعلي حسب ما يختارون ويقررون أنفذ.. وفي حالة رغبتهم في التضحية أقوم بادخار مبلغ كل شهر حتى يكتمل لدي ثمن الخروف الذي لا يقل عن 1500 جنيه.
عماد نبيل (بائع متجول ) يقول :
أنا اكتفي بشراء كيلو لحم في العيد لي ولأسرتي.. فالموقف في غاية الصعوبة لأن أسعار اللحوم في ارتفاع جنوني وخاصة أيام العيد.. فمن الذي يمكنه أن يضحي في هذا الوضع السيئ .
الحاجة حسنيه تقول :
أن لديها أطفال أيتام وهي لا تقدر علي شراء اللحمة وتكتفي بما يرسله إليها الأغنياء الذين يضحون.. وتعتبر العيد موسم لها ولأولادها كل عام تأكل فيه اللحوم.. أما باقي العام فأحيانا تشتري عظم من الجزار وتقوم بعمل الشربة والطعام عليه و إن كانت تشكو أيضا ً من ارتفاع سعر العظم فقد وصل سعره إلي 4 جنيهات بعدما كان السعر نصف جنيه .
أم رمضان تقول:
أنها في العيد تذبح فرخه لها ولأولادها .. وعلي حد قولها كلها لحمه المهم العيال تنبسط ولا تشعر أنها محرومة من اللحمة في العيد .
( خ .ع) موظف بأحدي الجمعيات الاستهلاكية قال :
في الماضي كان الإقبال علي لحوم الجمعيات محدود جدا ً فالبعض كان يطلق عليها " لحمة الغلابة ".. ويجد إحراجا ً له أن يشتري منا.. أما الآن فلم يعد الأمر كذلك فالناس كلها أصبحت غلابة والإقبال زاد عليها لقلة سعرها عن اللحوم التي تباع لدي الجزارين .
وبعد هذه الجولة التي عشناها معكم.. وقد أوشكت أيام العيد أن تهل علينا وينتظر كل بيت فقير وأسرة معدمه من يسأل عنهم ويدخل علي قلوبهم الفرحة والسعادة في العيد.
نصيحة لأصحاب الأضاحي هناك أسر معدومة يمنعها تعففها من السؤال.. ابحثوا عنهم فهم أكثر من يستحق أضحيتكم.. ولن يطول بحثكم عنهم ستجدونهم إن صدقت نيتكم