الصين تجند إمكانياتها الفضائية لكشف سر "المادة المظلمة" المادة المظلمة تخفي كثيراً من أسرار الكون
بكين، الصين (CNN)-- تعكف الأكاديمية الصينية للعلوم على تطوير أول قمر صناعي ضخم، يمكنه استكشاف حقيقة المادة المظلمة الغامضة في الفضاء، والتي يعتقد كثير من العلماء أنها تلعب دوراً مهماً في تطور المجرات السماوية وتشكيل الكون.ودعا وو جي، مدير مركز علوم الفضاء والبحوث التطبيقية، التابع للأكاديمية الصينية، حكومة بكين إلى تقديم المزيد من الدعم لهذا "المشروع الرائد"، معتبراً أنه سيشكل "اختراقة في مجال العلوم الأساسية المتجمدة منذ عقود، منذ اكتشاف أينشتاين لنظرية النسبية."
وتمثل المادة المظلمة Dark Matter الغالبية العظمى في الكون المرئي، وفي علم الكون فإن هذا المصطلح يشير إلى جسيمات مادية مجهولة، ذات تركيب غير محدد بعد، لا تبعث و لا تعكس أي إشعاع كهرومغناطيسي لكي يمكن رصدها بشكل مباشر.
ويمكن الاستدلال على وجود المادة المظلمة في الفضاء من خلال تأثيراتها "الثقالية" على المادة المرئية، مثل النجوم والمجرات، حيث يشير العلماء إلى أن نحو 96 في المائة من كتلة المجرات غير مرئية، دون أن يتوصلوا إلى حقيقة الأسباب التي تحجب رؤيتها.
وأكد وو جي أن "دراسة المادة المظلمة قد تؤدى إلى اكتشاف مواد غير معلومة، من الممكن أن تستخدمها البشرية"، كما أعرب عن أمله في "تقديم دليل مباشر على وجودها، ومعرفة وفهم المزيد عن طبيعتها، من خلال عملية الاستكشاف التي سيقوم بها القمر الصناعي الضخم."
وقال مدير مركز علوم الفضاء إن "العلماء الصينيين يحققون تقدماً جيداً في النظريات التي تتعلق بالمادة المظلمة، ولكن ينقص دليل إمبريقي"، أي دليل موضوعي، كما أوضح أنه "ليس هناك جدول زمني محدد"، مشيراً إلى أن المركز يطلب الحصول على تمويل أكبر من الدولة.
وأضاف وو جي أن معظم استثمارات الدولة تذهب إلى الأقمار الصناعية، التي تستخدم في الخدمات العامة، مثل أقمار الأرصاد الجوية، ومهمات الفضاء المأهولة، وفقاً لما نقلت وكالة الأنباء الصينية "شينخوا" في تصريحات لمدير المركز الأربعاء.
كما نقلت الوكالة نفسها عن مستشار المدير العام للمركز الوطني الفرنسي لدراسات الفضاء، جاك بلامونت، الذي قام بزيارة للمركز الصيني الاثنين الماضي، أنه يعزز طلب وو جي للحصول على موارد أكبر من الدولة، وأضاف: "يجب على الصين أن تعطى الأولوية لمهمتها في استكشاف الفضاء."
وقال بلامونت، الحائز على "أستاذية أينشتاين"، إنه يجب إتاحة المزيد من الفرص للعلماء الجادين في عملهم، من أجل القيام بتجارب في مهمات الفضاء، وتبادل وتحليل المعلومات والخبرات مع العلماء في الخارج.