الحطيئة هو جرول بن أوسٍ شاعر عباسي . كان مشهورا بالهجاء ، وكانت القبائل تدفع له الأموال مقابل أن يسكت عنهم ، ولا يهجهم .
قال يهجو أمه :
جَزَاكِ اللّه شَرًّا من عَجُوز ... ولَقَّاكِ الْعُقُوقَ من البَنِينَا
تَنَحَّيْ فاقْعُدِي مني بعيدا ... أراحَ اللّه منكِ العالَمِينَا
أغرْبَالاً إذَا اسْتُودِعْتِ سِرًّا ... وَكانُونَا عَلَى المتحدِّثينا
ألم أظهِرْ لكِ الشَّحْناء مِنِّي ... ولكن لا إخَالُكِ تَعْقِلينَا
حَيَاتُكِ ما علمتُ حيَاةُ سُوءٍ ... وَمَوْتُكِ قد يَسُرُّ الصالحينا
وقال يهجو امرأته :
أَطَوَّفُ ما أُطَوِّفُ ثم آوِي ... إليَ بَيْتٍ قَعيدَتُهُ لكَاَعِ
وقال يهجو أباه:
لحَاكَ اللهُ ثم لحَاكَ حقّاً ... أَباً ولحَاكَ من عَمٍّ وخالِ
فنعِمْ الشَّيْخُ لَدَى المَخَازِى ... وبِئسَ الشَّيْخُ أَنْتَ لَدَى المَعَالِى
جَمَعْتَ اللُّؤْمَ لا حَيَّاكَ رَبِّى ... وأَبْوابَ السَّفَاهةِ والضَّلاَلِ
وقال يهجو نفسه :
أَبَتْ شَفَتَاىَ اليَوْمَ إلاَّ تَكَلُّماً ... بِسُوءٍ فما أَدْرِى لِمَنْ أَنا قائِلُهُ
أَرَى لَي وَجْهاً شَوَّهَ اللهُ خَلْقَهُ ... فقُبِّحَ من وَجْهِ وقُبَّحَ حامِلُهُ