يوميات احمد ومنى .... الحلقه الثامنه

الحلقه السادسه بعنوان

"بداية النحنحة"

(6)

كلمني ع التليفون..

لا أصدق أنه قد تمت قراءة فاتحتي بالرغم من أني قرأتها معهم وإن كنت لم أعِ منها سوى "الحمد لله". كنت أنظر إلى

خاتم الفراشة على يدي باستغراب. لقد امتلكت عدة خواتم ولكني لم أشعر بهذه المعاني التي أحملها من قبل.

أشعر أن "احمد" وضع علامة عليّ تشير إلى أني أصبحت له ولكن... لكن "احمد" لا يحمل أي علامة تشير إلى أنه

أصبح لي. ربما أقوم بعمل علامة في وجهه عندما يزورنا في المرة القادمة!! أم أنه قد يعتبر ذلك فظاظة مني!!!

يا ربي لا أستطيع أن أكون جادة حتى عند التفكير في مستقبلي. لكني لم أرَه سوى مرتين و"ادبست" ووافقت على

قراءة الفاتحة.. كل هذا بسبب حماس أبي له وألفته السريعة مع والده.

آه "احمد"..... قلبي بيرفرف لما بافكر فيه، وبالرغم من ذلك فمازلت أشعر بالقلق

بسبب موافقتنا السريعة, إلا أن أمي أخبرتني أن الفاتحة مجرد "ربط كلام" ليتسنى لي لقاء "احمد" عدة مرات حتى

أوافق على إتمام الخطوبة. أنتظر مكالمة "احمد" على التليفون ولا أدري كيف سأبدأ أي حوار معه؟

منى

الغريب أني لا أشعر بشيء مختلف لكوني أصبحت (قاري فاتحة) لم أتعرف على "منى" بشكل عميق, وإن كنت أشعر

بشيء لا أستطيع وصفه يثير البهجة في قلبي كلما مرت على بالي، وما أكثر المرات التي تمر فيها على بالي،

بل إنها بالأحرى تسكن حاليا في بالي!

المفترض أني سأتصل بها لتتوطد معرفتنا قبل إعلان الخطوبة وهذا ما يثير توتري فأنا في العادة "دمي خفيف" وكثير

الكلام ولكن أخاف أن يجعلني التوتر أخرس كما حدث في لقائنا الأول. أخاف أن أبدو سخيفا وثقيل الظل. فالبنات لا تحب

ثقيلي الظل، وهذا طبعا أعرفه من واقع خبرتي الكبيرة بالبنات!!-بس طبعا تبنا الى الله- كيف أستطيع أن أظهر جمال

شخصيتي الرائعة في حديثي معها.. " افتح عليّ يا رب"..

احمد
المفروض إنه يتصل بالتليفون على البيت, لأننا لسه ماعرفناش موبايلات بعض.. الواحد محرج شوية, مش علشان

هاكلمه, فأنا بعون الله أكلم الأسد (بس وهو في القفص طبعا!) المشكلة هي وجود بابا. كيف سأحدث "راجل"

في وجود بابا؟ هو صحيح راجل طيب,

لكن... المشكلة الحقيقية هي كيف سأتحدث مع "احمد"؟ لا أريده حديثا عاديا, أريد أن أستخرج منه

كل أسرار شخصيته وأعرف عيوبه وأريده أن يعرفني جيدا, فهو لم يعرف سوى "منى" الهادئة الخجول. سأتصل بإحدى

صديقاتي المخطوبات لعلها تفيدني في اختيار موضوعات للحوار

ووقعت القرعة على "فاطمة", المخطوبة الأزلية منذ كنا في الصف الأول الجامعي وحتى الآن, وقد انفجرت "فاطمة" في

الضحك عندما عرفت طلبي منها وقالت لي ساخرة: "عايزة تعرفي كل ده من أول مكالمة؟ يا بنتي إنت يادوبك في مرحلة

النحنحة. إنت وهو هتتنحنحوا على بعض! قدامك شوية حلوين عقبال ما تعدي مرحلة وش القفص, ده أنا يا اللي

مخطوبة بقالي سنين لسه باشوف العجب من "حسن", يا بنتي إنت دخلت مشوار المليون خطوة وإنت يادوبك في أول

خطوة".

طبعا ارتفعت معنوياتي جدا بعد مكالمة "فاطمة"!!

منى

رجعت من الشغل واتغديت ونمت وصحيت والمفروض أكلم "منى", اتصلت بالرقم وأنا بادعي إن "منى" هي اللي ترد،

وبالطبع ردت والدتها
. فسلمت عليها وسألت عن عمي وسألتني هي عن والدي ووالدتي، ثم سادت لحظة صمت محرجة, حيث تنتظر هي

أن أطلب الحديث مع "منى"، بينما أنتظر أنا أن تتفضل هي من نفسها بندائها. تنحنحت مرتين وأخذت نفسا عميقا و...

قبل أن أنطق, قالت هي: "طيب هناديلك منى".

تألمت أذناي حينما انطلق صوت موسيقى الانتظار المزعج والمفاجئ ثم انتهت الموسيقى

وسمعت خروشة ثم صوت "منى"..

- منى: السلام عليكم

*احمد : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

- ازيك يا "احمد"

* الحمد لله... ازيك إنت؟

- الحمد لله, وبابا وماما عاملين إيه؟

*الحمد لله

- وإخواتك؟

* الحمدلله

- إنت لسه مخلص صلاة يا "احمد"؟

* (بدهشة) لأ ليه؟

- أصلك مابتقولش غير الحمد لله, فحسبتك بتسبح بعد الصلاة ولا حاجة!

فهمت الدعابة وضحكت بشدة, وبدأت أسألها هي الأخرى عن أحوالها وعن عملها وكذلك تحدثت

هي و... استمرت المكالمة 66 دقيقة

والحق أني لم أرد إنهاء المكالمة, إلا أني لاحظت أن والدتها دخلت إليها ووجهت إليها الكلام, فخشيت أن أسبب لها

الحرج وأخبرتها بأني سأحدثها غدا. وبالطبع كانت المكالمة وكأنها مع واحد صاحبي وبخاصة أنها لا تكف عن السخرية

وإطلاق النكات, مما جعلني أبادلها التنكيت

وبالتالي لم تكن المكالمة رومانسية على الإطلاق, ولكنى استطعت أن أستجمع شجاعتي وأن أقول لها

"هتوحشيني قوي لحد بكره" وقفلت الخط سريعا

احمد

لم أتخيل أن تسير المكالمة مع "احمد" على هذا النحو. كنت أغسل المواعين في المطبخ,

بينما أفكر أنه لو اتصل الآن سيكون شيئا شاعريا جدا أن أتلقى أول مكالمة من خطيبي وأنا أقف على الحوض!!!!

وبالفعل اتصل "احمد" أثناء غسيلي للبراد. بدا محرجا في بداية الحديث ولكني ازبت الجليد وضاحك

ته, واتضح لي بعد ذلك أثناء المكالمة أنه "واد مسخرة", وبالطبع هذا ليس تقليلا من شأنه,

فهو يبدو رجلا حتى في هزاره.

وبعد تبادل الحديث وتبادل أرقام الموبايلات (حيث أخبرتني أمي قبل المكالمة بأنه يمكنني تبادل أرقام الموبايل معه) بعد

كل هذه الثرثرة أنهى مكالمته بجملة تختلف عن جو الشقاوة الذي ساد المحادثة وقال لي برقة إنه سيفتقدني.

يا ربي دايما ينهي كلامه بجملة تخلي قلبي يتهز. يبدو أنها صارت عادة لديه... وقاطعت أمي تأملاتي الرومانسية بعد

المكالمة –وكم تعددت مقاطعتها لي أثناء المكالمة!– وقالت لي: "إيه كل الضحك ده يا "منى"؟ هو إنت بتكلمي "فاطمة"

ولا "مروة"؟ مش تعقلي شوية"..

ظننتها في البداية ستتحدث عن طول وقت المكالمة ولكنها أحرجتني بحديثها عن كثرة ضحكي, هل يمكن أن يظن

"احمد" أني أضحك أكثر من اللازم؟ لكنه كان يضحك هو الآخر. يووووووه هو كل شوية قلق...

منى